صغائر الذنوب وكبائر الذنوب في الإسلام
الذنوب و المعاصي
تعتبر الذنوب و المعاصي من أكثر الأمور و أشدها تأثير على الفرد و المجتمع ،فهي تجلب سخط الله تعالى و الحرمان من رضاه و مغفرته و رحمته سبحانه وتعالى، و الاستمرار على الذنب و المعصية دليل على قرب وقوع العذاب في الدنيا قبل الآخرة ،لقوله عز وجل :( فكلا أخذنا بذنبه……)) ،فالمعصية كانت السبب في لعنة و سخط الله على الشيطان وذلك لرفضه الامتثال لأمر الله تعالى بالسجود لسيدنا آدم ،و كذلك بالنسبة لآدم وحواء عليهما السلام ،وعدم امتثالهم لآم الله أدي إلى خروجهما من الجنة. و أليس الطوفان الذي أغرق قوم نوح الا سببه المعاصي و الذنوب ؟
خلاصة الأمر أنه ماحلت المعاصي و الذنوب في قوم إلا أهلكتهم
تعريف الذنوب
الذنب يعرف على أنه ترك ما أمر الله سبحانه وتعالى ، و العمل بما حذر ،مما جاء الأمر بفعله او نهي عن تركه في الأحكام الشرعية سواء كان فعلا أو قولا وباطنا كان أو ظاهرا،والذنوب في الإسلام تنقسم إلى قسمين كبائر الذنوب وصغائرها ولكل منهما مفهوم خاص كالاتي:
كبائر الذنوب
كل ذنب مقترن بوعيد أو بعذاب او غضب او لعن او دخول نار جهنم
صغائر الذنوب
كل ذنب عظيم بمعنى انه لم يقترن بوعيد شديد او غضب او لعنة، كما تعرف صغائر الذنوب ايضا انها ما دون الحدين حد الدنيا وحد الآخرة
كبائر الذنوب
جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن ؟قال :الشرك بالله، والسحر ،وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق ،واكل الربا ،واكل مال اليتيم ،والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)) واجتنبوا اي ابتعدوا، والموبقات أي المهلكات دلاله على انها تفعل بصاحبها من العذاب وغضب الله تعالى الكثير والكثير إلا أن الكبائر في الحقيقه لا تنحصر بهذا العدد ولكن تخصيص الحديث الشريف بها للتأكيد على خطورتها و وعظمة منكرها
الموبقات السبع
بالشرك بالله فهو يجعل المرء مع الله إلها آخر كما انه يعتقد انه يستحق العبادة مع الله
فعل السحر وعمل السحر يسبب الأذية للناس ومثاله التفريق بين الزوجين
قتل النفس يعتبر اعتداء على كرامة الفرد وحقه في الحياة والقتل بغير الحق يستحق القصاص
أكل الربا فهو أكل لأموال الناس بالباطل
التولي يوم الزحف يعتبر فرار من وجه العدو
قذف المرأة المسلمة و اتهامها بفعل الزنا وما قارب هذا الفعل مما يؤدي سمعتها
ولكن كبائر الذنوب لا تتوقف عند هذه، فعند استقراء النصوص الشرعيه كقول ابن عباس رضي الله عنهما:(( هن إلى السبعين أقرب منها إلى السبع ))وقد أفرد الإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في كتابه سماه الكبائر وقد ذكر فيه 70 من الذنوب مستشهدا بالأدلة الشرعية التي تؤكد ذلك على سبيل المثال
ترك الصلاه
إفطار يوم من رمضان من غير عذر
منع الزكاة
ترك الحج مع القدرة عليه
عقوق الوالدين
الكذب على الله رسول الله
الزنا
شرب الخمر
غش الإمام للرعية وظلمهم
شهادة الزور
الغلول من الغنيمة
اليمين الغموس
الانتحار أي قتل الانساني نفسه
الكذب
أخذ الرشوة من الحكام
تشبه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء
قطع الطريق
التجسس
الخيانه
النميمة
اللعن
الديوث الذي لا يغار على أهله
أذية الجار
المطففين في الكيل
سب أحد من الصحابة رضوان الله عليهم
صغائر الذنوب
هو كل ذنب من دون الكبائر لذا يصعب حصرها في عدده وكان سبيل المثال مذكر
استقبال القبلة ببول أو غائط
خطبة المسلم على خطبة أخيه
هجر المسلم وكثر الخصومة
استماع الغيبة
اقتناء الكلب لغير حاجة
امامة من يكرهه الناس
ترك إعفاء اللحية
مكفرات صغائر الدنيا
شرع الله تعالى لعباده كثيرا من الأعمال الصالحة التي تكفر صغائر الذنوب وهذه من رحمته عز وجل ومن أهمها
اجتناب الكبائر لقوله تعالى :((إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ))
التوبة الصادقة لقوله صلى الله عليه وسلم:(( التائب من الذنب كمن لا ذنب له))
إسباغ الوضوء ،المشي إلى الصلاة وانتظارها من مكفرات الذنوب لقوله صلى الله عليه وسلم :(( ألا أدلكم على ما يمحو به الله الخطايا و يرفع الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله ،قال إسباغ الوضوء على المكاره،كثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط)).
المتابعة بين العمرة و الحج لقوله صلى الله عليه وسلم:(( تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب ،كما ينفي الكير خبث الحديد))
صيام شهر رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم:(( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ،غفر له ما تقدم من ذنبه))
لكن هذا لا يمنع غضب الله لمن تهاون بفعل الذنوب الصغيرة وتكرار فعلها وذلك بالاستخفاف بالستر الله تعالى له، فهناك من يقوم بالذنب ثم يظاهر به بين الناس بل ويظهر الفرحة بفعله احيانا كل ذلك ينتقل بالمعصية الصغيرة الى مصاف الكبائر بالقول الراجح عند العلماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى ترك تعليق ،فرأيكم يهمنا و ذلك من أجل العمل على تحسين الصفحة و شكرا