الشباب و العمل الجمعوي و أثره على التنمية المحلية
عند ذكر كلمة شباب يتبادر إلى أذهاننا القوة ، و الحيوية و الاندفاع ،و هاته الصفات تضفي على كل عمل يقوم به ،الشباب تمييزا على اختلاف إصرارهم على التحدي ومواهبهم
و اذا ما تحدثنا عن العمل الجمعوي و الشباب ، فإننا نتحدث عن الأعمال التطوعية التي من خلالها يقدم الشباب خدمات للمجتمع ، إذا يساهمون في تحقيق المشاريع التنموية، حيث تتجلى مميزاتهم وخصوصياتهم كشباب، و هاته الأعمال تساهم في دفع الشباب الغير منخرط في العمل الجمعوي إلى إعادة النظر في ذلك، و التأطير في إطار جمعيات ذات طابع اجتماعي أو رياضي أو ثقافي
و كون العمل الجمعوي ، عملا تطوعية ، فإن من شروط العطاء فيه أن يكون العامل الجمعوي مستقر ، مما يتنافى مع مرحلة الشباب و التي تعتبر حساسة ،لكونها تبدأ فيها التخوفات من المستقبل ، وكيفية تأمين حياة محترمة و كيفية التنسيق بين العمل الجمعوي و الدراسة ، و هذا ما يحتم تدخل الإطارات الجمعيات، إذ عليهم التحكم في ذلك الاندفاع الذي يخص به الشباب
و كما هو معلوم فإن الشباب بمشاركته في العمل الجمعوي ،يقدم خدمة كبيرة للمجتمع ، و ذلك بشغل وقت فراغه فيما ينفع المجتمع و ينفعه، وليس التسكع في الشارع ، و تتبع طريق الإنحراف
مشاكل العمل الجمعوي و الشباب
ان كل مجتمع يحاول و يمني نفسه بالتطور ،في شتى المجالات ، لزام عليه ضمان مشاركة الشباب في الميادين الحيوية التي تشكل أساس كل مجتمع
ولا يختلف اثنين عن عزوف الشباب في حي أولاد بونار خاصة والجزائر عامة عن المشاركة في العمل الجمعوي ، رغم أنه يعمل على صقل مواهب الشباب ، ويدفعهم إلى تحرير طاقاتهم وإمكانياتهم الإبداعية ، و احداث
تغيير على مستوى أشكال التفكير و طريقة تصريف المعرفة المكتسبة لبناء النموذج المرغوب فيه
و لهذا يتحتم مساعدة الشباب و دعمه ماليا و معنويا و قانونيا من أجل المشاركة الفعالة لهم و منحهم فرصة لتفعيل قدراتهم المعرفية.
ومن ما سبق يجب النظر في نقطتين أساسيتين و هما
المشاكل التي تواجه الشباب،والحلول المقترحة.
المشاكل
عدم التفريق بين العمل السياسي و الجمعوي مما يطرح ليست لدى الشباب
أغلبية الجمعيات تكون ذات توجه سياسي بحيث تستغل طاقة الشباب فيهم عن طريق الإستغلال
إقصاء الشباب ،و ذلك بسبب التسيير الغير ديمقراطي للجمعيات.
عدم دعم الجمعيات من طرف الهيئات والمؤسسات الحكومية والمختصة.
الحلول المقترحة
العمل على تقديم مفهوم كامل للشباب عن العمل الجمعوي ، و روح المبادرة
عدم استغلال جمعيات الأحياء ،في العمل السياسي وخاصة الحملات الانتخابية
يجب أن يكون أساس التسيير داخل الجمعيات ،ديموقراطي و البعد عن احتكار المناصب
خلق التواصل بين الإطارات و الشباب .
غرس القيم و ثقافه العمل الجمعوي .
التحلي بالثقة الكاملة بالشباب و قدرتهم على تسيير شؤون الجمعيات .
نبذ الأفكار السياسة ،و عدم غرسها في الشباب
وضع برامج خاصة لتأهيل الشباب للعمل الجمعوي.
ضرورة النضال الجمعوي .
توفير الحماية للناخبين الجمعويين
العمل الجمعوي بحضور الشباب هو سبيل التنمية المحلية
يمكن للشباب في هذا الوقت العمل على بناء الجمعيات و تسييرها و ليس الإنخراط فقط ، وذلك بفضل القيم الديموقراطية و إعطاء المبادرة الحرة لهم، و هذا ما يذل عليه الكم الهائل من الجمعيات الشبابية في هذه الأعوام سواء كانت سكانية ،رياضية أو ثقافية
الفرق بين مبادرات الشباب و بين العمل الجمعوي
تكون مبادرات الشباب و مشاريعه نفعية غالبا ، و تعمل عل. تحقيق الأهداف على المدى القصير ،كبناء ملاعب لممارسة الرياضة ، أو تنظيف الحي و غيرها من الأهداف ، لكن العمل الجمعوي ،و هنا تكمن أهميته ،بحيث يحول الفكر الفردي للشباب الى فكر جماعي ، فالعمل الجمعوي ، بطيظفع الشباب إلى الإبداع بصيغة الجمع
كما أن العمل الجمعوي ، يمكن الشباب من اكتساب المعارف ،من خلال احتكاكه بالناس وهيئات المجتمع المختلفة وهذا ما يجعله ينمي مهاراته التواصلية و الإبداعية.
إن الانخراط الإيجابي للشباب في العمل الجمعوي داخل محيطه ووعيه بالتحولات التي يعيشها يوميا ، يساهم في رفع تحدي التنمية المحلية
إن اكتساب الشباب للاستقلالية والكفاءة اللازمة ،بمشاركته في الحياة الجمعوية بأشكال يناضل من خلالها لتحقيق مشروع أو هدف يوفر فيه جهده و قدراته على التنظيم ، ليصبح واقعا
و هذا ما يجعل من الشباب و العمل الجمعوي السبيل الوحيد و المثمر للدفع عجلة التنمية في الأحياء و المجتمعات السكانية